أخفُّ المطر واضعفه: الطَّـلُّ، ثم الرَّذاذ اقوى منه ثم البَغش والدَّثَّ ومثله الرَّك والرَّهمة.
وقال ايضا: أوّل المطر: دشُّ وطَـشُّ ، ثم طَـلٌّ ورذاذ. ثم نَضح ونضخ، وهو قطر بين قطرين.
ثم هَطْلٌ ثم تَهْتَان. ووابل وجَود.
وقد قيل في السحاب والمطر:
_ هل يُرتجى مطرٌ بغيرِ سحاب؟
_ وأول الغيثِ طَلٌّ ثم ينسكبُ
_سحابةُ صيفٍ عن قريبٍ تقشّعُ.
_ ومن يسدّ طريق العارض الهَطِلِ ؟
_سحاب عداني فيضهُ وهو صَيّـبُ.
_فدَرّ كما درّ السَّحاب على الرّعـدِ.
ولا يمكن أن تجد في أي أدب آخر ما تجده في الأدب العربي من وصف السحاب والبرق والرعد والأمطار، لأن العرب يعشقون المطر، ولأنهم محرومون من معشوقهم، فهو جميل بخيل لا يزور الا من الحول إلى الحول، فيزيد حبه في القلب ويضطرم الشوق، وما الحب اللاهب الا ابن الحرمان، فاذا زار المطر المحبوب بشت الوجوه ورقصت القلوب في عرس الطبيعة البهي.
ومن أجمل الشعر في وصف البرق والمطر القوي قول امرئ القيس:
أصاح ترى برقاً أريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلل
يضيء سناه، أو مصابيح راهب
أمال السليط بالذبال المفتل
فأضحى يسح الماء حول كنيفه
يكب على الأذقان دوح الكنهبل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة
ولا أطما الا مشيدا بجندل
كأن بثيرا في عرانين وبله
كبير أناس في بجاد مزمل
كأن ذرا رأس المجيمر غدوة
من السيل والغثاء فلكة مغزل
كأن مكالي الجواء غدية
صبحن سلافا من رحيق مفلفل
كأن السباع فيه غرقى عشية
بأرجائه القصوى أنابيش عنصل